
ابتكار أول جهاز آمن للتصويت الإلكتروني في الانتخابات

طه النجار
أطلق أول جهاز آمن للتصويت في الانتخابات عبر الإنترنت ويستفيد من الجهاز الجديد، الدول والشركات والجامعات والأحزاب السياسية فى إجراء الانتخابات بأقل تكلفة وأسرع وقت لإعلان النائج الحقيقية وبدون تزوير أو تلاعب.
وكشف المشروع عن نموذج أولي لجهاز تصويت إلكتروني جديد قائم على تقنية "بلوك تشين"،ويُعد الأول من نوعه الذي يدمج هذه التقنية بتقنية التصويت الإلكتروني، بطريقة تكفل نقل جميع الأصوات، سواء المُدلى بها في مراكز الاقتراع أو عبر الأجهزة الشخصية، بطريقة آمنة، ما يتيح للمشاركين في الانتخابات اختيار طريقة التصويت، مثلما يمكّن المنظمين من إتاحة خيار التصويت الآمن عبر الإنترنت بخصوصية مضمونة.
الجهاز الجديد أطلقه مشروع "بوليز" Polys، أحد المشاريع التي يُشرف عليها مركز كاسبرسكي العالمى للابتكارKaspersky Innovation Hub.
ويحمل التصويت عبر الإنترنت منافع عدّة لكل من المنظمين والمشاركين في الانتخابات، مثل القدرة على التصويت عن بُعد،والفرز التلقائي للأصوات والحساب الفوري للنتائج، والتخفيف من التحديات اللوجستية، وإدارة عملية التصويت إدارة مركزية. ولكن يمكن أن يشكل نقل التصويت إلى الإنترنت عائقًا أمام الفئات غير المعتادة على استخدام الهواتف الذكية أو أجهزة الحاسوب المحمولة، أو لأولئك الذين يفضلون الإدلاء بأصواتهم شخصيًا في مراكز الاقتراع. وثمة تحدٍّ آخر يتمثل في إقامة اقتراع سرّي لا يُكشف فيه عن طبيعة قرار الشخص الناخب، مع إتاحة القدرة له على التحقق من حصر صوته.
وجرى ابتكار جهاز التصويت من "بوليز" للمساعدة في التغلب على هذه المشكلة، من خلال تقنية السجلات الموزعة، التي تعني تخزين جميع معلومات التصويت بطريقة لا مركزية على العديد من عُقد البيانات الموزعة. ويمكن لمنظمي الانتخابات اختيار العديد من أجهزة الحاسوب لتخزين هذه البيانات عليها، كالأجهزة التابعة لمنظمات موثوق بها أو مراقبين مستقلين، ما يُقلل من فرص التلاعب في الأصوات، إذ سيكون على المخالفين اختراق جميع أجهزة الحاسوب هذه من أجل التلاعب بالنتائج.
ويجب على الناخب قبل استخدام أحد أجهزة التصويت، المصادقة على هويته بمستندلإثبات الهوية، ليحصل بعد ذلك على رمز استجابة سريعةQR فريد (أو رمز مميز آخر) يكون خاصًا به وحده ولا يطلع عليه أحد. ويمكن للناخب التصويت بتحديد خياره الذي سيظهر على الشاشة بعد مسح ذلك الرمز باستخدام جهاز التصويت. كما يمكن للناخب، عبر رمز الاستجابة السريعة نفسه ومن خلال تطبيق خاص على الويب، التحقّق من تسجيل صوته، إلا أناسمه واختياره لن يجري تسجيلهما في قواعد البيانات القائمة على بلوك تشين، منعًا للتتبع.
يمكن أيضًا ربط رمز دخول ما بالانتخابات في منطقة معينة، ما يعني أنه لن يظهر للناخب سوى الممثلين المرشحين عن منطقته، حتى لو كان يعتزم التصويت في مركز اقتراع يقع في منطقة أخرى. ويمكن توصيل طابعة "بوليز" خاصة للسماح بتدقيق الحسابات وإعادة فرز الأصوات. ويوضع هذا الجهاز في المكتب الرئيس لفريق الانتخابات الإقليمي ويصدر ورقة اقتراع بمجرد اتخاذ قرار ما.
ويمكن ربط أجهزة التصويت بمنصة "بوليز" للتصويت الإلكتروني عبر نظام بلوك تشين منفرد، ما يعني اشتراك الجهاز والنظام في سجل واحد للناخب لإلغاء إمكانية إدلاء الناخب بصوته مرتين باستخدام خيارات مختلفة، الأمر الذي يمكّن المستخدمين من الإدلاء بأصواتهم بأمان من هواتفهم أو أجهزتهم الذكية باستخدام إصدار الإنترنت، أو زيارة مركز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم عبر جهاز "بوليز" للتصويت الإلكتروني، وفي الحالتين تكون جميع الأصوات مشفرة ومُحصاة تلقائيًا.
وتقلل وظيفة الإحصاء التلقائي للأصوات كثيرًا من تكاليف الموظفين وتمكّن المنظمين من ترشيد استهلاك الموارد، كما أنها تتيح النتائج قورًا بمجرّدإغلاق عملية الاقتراع، ما يجعل العملية بأكملها أسرع وأكثر كفاءة ودقة.
وقال رومان أليشكين رئيس المنتجات في "بوليز"، إن التصويت في العمليات الانتخابية عبر منصة "بوليز" الإلكترونية كفيل بحلّ المشكلات الناجمة عن تنظيم عمليات الاقتراع الورقية، مشيرًا إلى أن هذه المنصة "تعزّز المشاركة عن بُعد وتشجّع على الإقبال على عمليات الانتخاب في أوساط الشباب".
وأضاف: "يُبقي استخدام جهاز "بوليز" على وجود مراكز الاقتراع المادية كي لا تُحرم بعض الفئات من استخدامها والمشاركة في الانتخابات وجعل أصواتهم مسموعة،ولهذا قدّمنا أجهزة التصويت الجديدة، التي تتيح للمواطنين التصويت باستخدام الطريقة التي يفضلونها، وبطريقة مريحة وشفافة".
وتتيح الشركة عبر تقديم هذه النماذج الأولية إمكانية تطوير حلول وأجهزة ذات تصاميم خاصة قائمة على نظام "بوليز"، لتناسب الاحتياجات والمتطلبات المحدّدة ضمن مختلف أنظمة التصويت.
وتقدم "بوليز" منصة قائمة على بلوك تشين تخدم عمليات التصويت في المجتمعات ولدى المنظمات غير الربحية ومجالس الطلبة وما إلى ذلك. وقد ضمّت مشاريع الشركة واحدة من أكبر حملات التصويت التي أجريت باستخدام تقنية بلوك تشين، في فولغوغراد، والتي شارك فيها أكثر من 82 ألف مواطن.